
تحذيرات علمية من ظهور فيروسات جديدة تنتقل من الخفافيش في الصين ومخاوف من وصولها إلى أستراليا
أثار اكتشاف عشرات الفيروسات الجديدة لدى الخفافيش في جنوب غرب الصين حالة من القلق العلمي الدولي، خاصة في أستراليا، بسبب مخاوف من انتقال هذه الفيروسات إلى البشر أو الماشية، وما قد ينجم عن ذلك من تداعيات صحية خطيرة.
ووفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد كشف باحثون صينيون عن اكتشاف 22 فيروسًا داخل كُلى الخفافيش، بينها 20 فيروسًا لم يُسجل وجودها من قبل. هذا الكشف تم في مناطق بستانية قريبة من القرى في مقاطعة يونان، وهو ما يثير مخاوف من انتقال الفيروسات عبر بول الخفافيش إلى الفواكه أو مصادر المياه.
الأخطر في الأمر، بحسب الباحثين، أن اثنين من هذه الفيروسات يرتبطان وراثيًا بفيروسَي "نيباه" و"هيندرا"، وكلاهما معروف بمعدلات وفيات مرتفعة بين البشر، بالإضافة إلى تسببهما في أمراض خطيرة كالتهاب الدماغ الحاد ومشكلات الجهاز التنفسي.
وفي تعليقه على الاكتشاف، قال البروفيسور فينود بالاسوبرامانيام، المتخصص في الفيروسات الجزيئية بجامعة موناش الماليزية، إن نتائج الدراسة تثير قلقًا كبيرًا بسبب البيئة المناسبة لانتقال العدوى، مضيفًا أن التشابه بين طبيعة المناطق الريفية في الصين ونظيرتها في أستراليا يجعل من انتقال هذه الفيروسات احتمالًا يجب عدم الاستهانة به.
أما الدكتورة أليسون بيل، الباحثة في بيئة أمراض الحياة البرية بجامعة سيدني، فقد شددت على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لفهم مدى خطورة هذه الفيروسات المكتشفة، مشيرة إلى أنها تنتمي إلى نفس السلالة التطورية لفيروسات قاتلة معروفة، مما يعزز الحاجة إلى يقظة علمية مستمرة.
من جهته، أشار الدكتور نياس بينج، خبير الفيروسات بمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية، إلى أن أستراليا لا يمكنها تجاهل هذه التهديدات المحتملة، لاسيما في ظل تجربتها المؤلمة مع فيروس "هيندرا" الذي ظهر لأول مرة عام 1994 وتسبب في إصابات مميتة للبشر والخيول.
وأكد الخبراء في تصريحاتهم على أهمية تكثيف أنظمة المراقبة البيئية والوقاية البيولوجية في المناطق القريبة من موائل الخفافيش، لمنع انتقال الأمراض قبل وقوع الكارثة.
هذا التطور يعيد إلى الأذهان الأزمات الصحية العالمية التي تسببت فيها فيروسات انتقلت من الحيوانات إلى البشر، ويؤكد مجددًا على الترابط بين الصحة البيئية وصحة الإنسان في عصر العولمة.


استطلاع راى
هل تتوقع انتهاء التصعيد بين إيران وإسرائيل؟
نعم
لا
اسعار اليوم
